الإنفاق الرياضي- تحول من الإعلام إلى الرعاية بقيمة 30 مليار دولار

أنفقت العلامات التجارية العام المنصرم مبلغا ضخما قدره 250 مليار دولار أمريكي في عالم الرياضة، وذلك بهدف الوصول إلى قاعدة المشجعين المتزايدة باستمرار. ووفقا لتقرير صادر عن شركة Two Circles المتخصصة في تحليل البيانات، فقد تم تخصيص نسبة 19% من هذا الإنفاق الضخم للرعاية، بينما استحوذت الوسائل الإعلامية المختلفة على الحصة الأكبر، والتي بلغت 81%.
يشهد المشجعون الرياضيون زيادة ملحوظة في الوقت الذي يقضونه في متابعة الأحداث الرياضية المتنوعة. ففي عام 2024، استهلكوا ما يقارب 3 تريليونات ساعة من المحتوى الرياضي، وهو ما يمثل قفزة هائلة بنسبة 131% مقارنة بعام 2021. وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن هذا الرقم سيواصل صعوده ليصل إلى 4 تريليونات ساعة بحلول عام 2034.
ويعزى هذا الازدهار الملحوظ في شعبية الرياضة إلى عوامل متعددة، في مقدمتها البث المباشر للأحداث الرياضية المختلفة، بالإضافة إلى الدور المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي في نشر المحتوى الرياضي والتفاعل معه. كما أن الرياضيين المؤثرين والفرق والدوريات الرياضية المرموقة يلعبون دورا محوريا في قيادة هذا النمو المتسارع.
وفي الوقت الحالي، تستحوذ النفقات الرقمية على نسبة كبيرة من الإنفاق الكلي، حيث تمثل 44% منه. ومع ذلك، فإن العديد من العلامات التجارية تقوم بإعادة تقييم استراتيجياتها، وتسعى جاهدة لتحقيق توازن مثالي بين الاستثمار في الإعلام والرعاية.
قبل عقد من الزمن، كانت الرعاية تمثل نسبة كبيرة من الإنفاق الموجه نحو جماهير الرياضة، حيث بلغت 29%. أما اليوم، فقد انخفضت هذه النسبة لتصل إلى 19% فقط. وتشير البيانات الحديثة إلى أن العلامات التجارية التي تخصص دولارا واحدا للرعاية مقابل كل ثلاثة دولارات تنفق على الإعلام، تحقق توافقا أقوى مع سلوك المشجعين، وتعمق من أهميتها الثقافية، وتحقق تأثيرا أكبر على المدى الطويل، وذلك مقارنة بتلك التي تركز بشكل حصري على الإعلام.
وتشير التوقعات إلى تحول كبير في استراتيجيات الإنفاق السنوية للعلامات التجارية التي تستهدف الوصول إلى جماهير الرياضة، حيث من المتوقع أن يتم تحويل ما يقارب 30 مليار دولار من الإنفاق على الإعلام إلى الرعاية.